%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%84%20%D8%AD%D9%84%D8%A8%D9%8A..%20%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86%20%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D9%81%D9%8A%20%D9%86%D9%8A%D9%88%D8%B2%D9%8A%D9%84%D9%86%D8%AF%D8%A7 - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

منهال حلبي.. فنان جولاني في نيوزيلندا
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 07\12\2011
غادر الجولان قبل عشرين عاماً، بحثاً عن شيء في العالم الجديد لم يكن يعرف هو نفسه ما هو، فساقته قدماه إلى نيوزيلندا، التي وجد فيها من الجمال قدرا لم يرًه من قبل، فاستقر هناك. لم يكن الأمر ليتحقق لأي كان، لكن موهبته الفنية فتحت أمامه الأبواب واسعاً.. إنه الفنان الجولاني منهال حلبي...

بداية الطريق كانت في إيلات عندما ذهب للعمل هناك بعد الثانوية، شابا في مقتبل العمر يحمل حلماً، فقابل مجموعة من السياح، عقد معهم صداقة وسمع منهم أشياء عن عالم مختلف وطبيعة أخاذة، فقرر أن يلحق الحلم بداية إلى جنوب أفريقيا، حيث عمل هناك رساماً، رسم اللوحات الفنية على الجدران، فذاع صيته ليُطلب منه في يوم من الأيام، من قبل شركة "أغفا" (AGFA) العالمية، رسم لوحة عملاقة تحت عنوان "Picture nation in color"، يعكس فيها التحولات التي شهدتها جنوب أفريقيا في ذلك الوقت.
لاقت اللوحة نجاحاً كبيراً لدرجة أن عدداً من محطات الراديو والتلفزيون تحدثت عنها وأجرت لقاءات مع منهال، ما أعطاه دفعاً كبيراً وشكل المحطة المهمة الأولى في مسيرته الفنية.

عند انتقاله إلى نيوزيلندا كان منهال قد أصبح فناناً يحمل في جعبته رصيداً من الأعمال الفنية المرموقة، لاسيما تلك اللوحة التي شكلت المنعطف الأول في حياته الفنية. وهناك شارك في أحد الأيام متطوعاً كفنان في إحدى الفعاليات الخيرية، فلفتت موهبته نظر رئيس بلدية مدينة «كوينس تاون» «وورن كووبر»، وهو وزير خارجية سابق ووزي دفاع سابق وعضو المجلس الوزاري في نيوزيلندا لفترة تسع سنوات، فتقدم من منهال وصافحة وهنأه على موهبته، طالباً منه التقدم لمسابقة سيتم من خلالها اختيار الفنان الذي سيصمم تمثالاً مهماً، سيشكل رمزاً لمدينة «كوينس تاون»، وسيوضع في الساحة الرئيسية في المدينة. وبالفعل تقدم منهال للمسابقة ورسا الاختيار عليه ليصمم التمثال.

التمثال عبارة عن رجل بجانبه غنمة، يمثل «ويليام ريس» مؤسس المدينة ومؤسس صناعة الصوف من غنم الـ «مارينو» التي تشتهر بها نيوزيلندا.

تم وضع التمثال وتدشينه في احتفال رسمي عام 2001، ليصبح لاحقاً رمزاً للمدينة ومقصداً لكل السياح لالتقاط الصور التذكارية بجانبه عند زيارة المدينة.

هذا العمل شكل محطة مهمة ثانية في مسيرته الفنية ونقطة تحول قادته إلى تصميم عدد من التماثيل المشهورة، كان أحدها لمتسابق الرالي الشهير «بوسم بورن»، وهذا ما أعطاه المزيد من الشهرة على صعيد نيوزيلندا، حيث ظهر أكثر من مرة على شاشة التلفزيون، وعرضت أعماله الفنية. هذه الشهرة أوصلته مؤخراً إلى «أوكلند» - أكبر مدن نيوزيلندا، ليعمل الآن على تصميم تمثال لـ «ليز هارفي» أحد الشخصيات المشهورة هناك، وسيستقر هذا التمثال عند الانتهاء منه في منطقة سياحية مهمة في «أوكلند» تسمى «بارنيل».

عندما التقينا منهال، بينما كان يقوم بزيارة خاطفة إلى الجولان، سألناه عن أسباب نجاحه، فقال أن على الشخص أن يطارد حلمه، وأن لا حدود للحلم إلا القيود التي يصنعها هو لنفسه بنفسه.. على الإنسان الذي يملك الموهبة أن لا يخاف من المجهول.. ولا من المستقبل.. لأن الإنسان هو الذي يصنع مستقبله إذا امتلك القرار، وإلا فإن مستقبله وموهبته في مهب الريح...